محليات

الناصر: ثقافة المجتمع أوّل من يتحمل مسؤولية خلل مخرجات التعليم

أخبار حياة -تفاوتت آراء مختصين، بشأن الأسباب التي أوصلت الأردن، إلى هذا المخزون الكبير، لدى ديوان الخدمة المدنية، دون وجود فرص للتوظيف.

وبينما يوجه رئيس ديوان الخدمة المدنية، سامح الناصر، إصبع الاتهام، إلى الثقافة المجتمعية في اختيار التخصص، يرى الوزير السابق إبراهيم بدران، أن اعتباري غياب الاستراتيجيات، وما كانت عليه الدولة من رعوية، ساهما في الوصول “إلى ما نحن فيه”؛ فيما يذهب رئيس اللجنة الإدارية النيابية، علي الطراونة، إلى الربط بين عدم التوظيف، “والبيروقراطية الحكومية”.

جاء ذلك، خلال استضافتهم عبر برنامج “استوديو التحليل”، الذي قدّمه محمد سلامة، الخميس، عبر إذاعة حياة اف ام.

وقال الناصر، إن ” ثقافة المجتمع نحو الوظيفة، وابتعادنا عن التخصصات التقنية”، أسباب تؤدي إلى عدم حصول الطالب على وظيفة.

وأضاف أن “على المواطن، تحمل مسؤولية مباشرة، إزاء اختيار التخصص المناسب، والابتعاد عن التخصصات الراكدة.

ونوّه الناصر، إلى أن ديوان الخدمة المدنية، يصدر بيانات دورية تتعلق بالتخصصات المشبعة والراكدة، وينعكس ذلك على منصة التقديم للقبول الموحد، حيث “يظهر التخصص الراكد، باللون الأحمر، على الموقع، عند اختيار هذه التخصصات”.

وأوضح أن معظم الطلبة في الأردن، يذهبون إلى التخصصات السهلة، أو ذات الرسوم البسيطة، فيما يدرس 70% من طلبة دول العالم، التخصصات التقنية والمهنية.

وبيّن الناصر، أن تخصصات مثل الرياضيات واللغة العربية، وغيرها من التي تحتاج إلى استعداد وجهد ذهني، هناك إحجام عنها.

واعتبر أن “الخلل في مخرجات التعليم بتحمله عدة جهات، أولها ثقافة الاسرة”.

بدوره، رأى بدران، أن الوصول للمرحلة التي نعيشها، من إشباع التخصصات، وعدم المقدرة تحصيل وظائف، سببه مزج بين غياب الاستراتيجيات، والدولة الرعوية.

وتابع بدران، “الدولة بدأت كدولة تهتم برعايا، وتدريجيا نما الاقتصاد، وأصبحت الدولة الرعوية، غير قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية”.

وأردف “لذلك لابد من وضع استراتيجيات، ترتبط بها برامج، للانتقال من الدولة الرعوية إلى دولة الإنتاج، لأنه من غير الممكن الاستمرار بالدولة الرعوية دون إنتاج”.

ويعتقد بدران، أنه “لا يمكن توليد فرص عمل، إذا لم يتحول الاقتصاد إلى اقتصاد صناعي، مهما كانت دراسة الطالب”.

واعتبر أن مفهوم التخصصات الراكدة والمشبعة، خاطئ، لأن العبرة هي المهارات التي يكتسبها الطالب أثناء التعليم، وعلاقة هذه المهارات في الواقع العملي في السوق”.

وتابع بدران، “إذا كان لدي مهندس لديه مهارات أخرى، سيكون لديه فرصة أكبر بكثير، من مهندس آخر لا يعرف إلا حل المعادلات”.

ونوّه إلى أن “التعليم لم يعد يعتمد على المعلومات، إنما  على المهارات التي يتلقاها الطالب، مهما كان تخصصه العلمي”.

من جهته، لفت الطراونة، إلى وصول العديد من الملفات إلى اللجنة الإدارية النيابية، خلال الفترة الأخيرة، تتعلق بديوان الخدمة.

ومن أبرز هذه الملفات، إلغاء ديوان الخدمة، 15 ألف طلب، كان تقدّم بها أشخاص أتمّوا 48 عاما؛ بحسب الطراونة.

وتابع بالقول “تقدمت لديوان الخدمة، منذ كان عمري 22 عاما، ضمن الأسس المطلوبة، لكني لم أحصل على فرصتي بالتعيين”.

واتهم الطراونة، “الإجراءات البيروقراطية”، بحرمان الكثيرين من فرصة التعيين.

وأوضح أن الحكومة، هي السبب بكبر أعمار المتقدمين لديوان الخدمة، دون حصولهم على وظائف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى