مقالات

«جوبلز» الإسرائيلي

عصام قضماني

حتى قبل أن يولد مبتكر الدعاية النارية الألماني جوزيف غوبلز، كانت الصهيونبة العالمية سباقة إلى ابتكار الكذب والتضليل، ونستطيع القول أن فكرة الدولة الإسرائيلية كلها بنيت على رواية كاذبة.

ما زالت إسرائيل تكذب وتكذب وتكذب حتى يصدقها العالم، لكن الأمر لم يعد كذلك على وقع عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني في غزة وفي عموم البلاد الفلسطينية.

الروايات الإسرائيلية التي قامت حتى قبل قيام الدولة على الكذب والتزييف تنهار اليوم، والعالم يبدي تعاطفاً أكبر مع قضية الشعب الفلسطيني، وهو ما يغيظ إسرائيل التي نقلتها جرائمها المكشوفة من خانة الضحية إلى خانة الإجرام، ومع ذلك فقد لا زالت المسكنة التي ضربت عليهم تلاحقهم.

بنت الصهيونبة العالمية روايتها على «الهولوكست» على فرض أنها رواية صحيحة لكن أليس ما حصل أن الضحية تتمثل جلادها مع الوقت وتتفوق عليه، ففي إسرائيل اليوم آلاف النسخ من جوزيف غوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

قبل ذلك بسنوات طويلة كان ثيودور هرتزل مؤسس وملهم الصهيونبة العالمية يمارس هذا الكذب فمن البحث عن وطن لليهود في الأرجنتين ومدغشقر وبلدان أخرى، إلى فلسطين، في رحلة البحث عما يدعم اختلاقهم لإسرائيل. أو كما قال المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند إن «دولة إسرائيل قائمة على كذبة» مرورا بقيادات اسرائيل التاريخيين وجولدا مائير وروايتها ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وقصة نتيناهو وقطع رؤوس الاطفال الى الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس الكذب اليومي حتى انه صدق نفسه في تعذيب الاسرى الاسرائيليين لدى المقاوم? في غزة!

إن ما يفقد إسرائيل جنونها هو أنها فقدت أهم سلاح لديها وهو الرواية الكاذبة التي ظل العالم يصدقها وهو لم يعد كذلك، وقد انقلبت التكنولوجيا التي استخدمتها لترويج هذه الروايات عليها فذات التكنولوجيا التي ظنت انها تسيطر عليها هي من كشفت كذب رواياتها وهو ما يحب أن يعود بنا إلى فضح الرواية الأولى والكذبة الأولى عبر التاريخ.

لم تعد إسرائيل قادرة على إنكار للهوية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني، هناك حاجة اليوم لمراجعة كل الرواية الكاذبة في عيون العالم العربي وشعوبه بمعزل عن حكوماته التي كانت شريكة في صناعة هذه الرواية الكاذبة تماماً كما تفعل اليوم وفي مقدمتها رواية «أرض الميعاد» والمحرقة النازية و”أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» فايس بامكانها اليوم أن تلغي وجود الشعب الأصيل بشكله المادي وامتداده الحضاري على أرض فلسطين.

منذ نشوء الكيان الإسرائيلي صاحبته الروايات الكاذبة، وأصبحت ملازمة لاحتلاله واعتداءاته، تارة تستخدم لتبرير وجوده وطوراً لتبرير جرائمه. اليوم انكشف زيف هذه الروايات وبقيت الجريمة وبقي المجرم.

مشروعية الدولة الإسرائلية اليوم فقدت مسوغاتها وأركان قيامها واهتزت كل الروايات الكاذبة التي ظلت تضخ عبر وسائل الإعلام منذ «هرتزل» حتى اللحظة، وظلت تلقن للأطفال في مدارس الغرب وفي الجامعات فهذا الكيان الذي ظل لعقود يختبئ تحت قناع المستضعف والمهدد الذي يريد جيرانه ويريد الإرهاب العربي والفلسطيني أن يلقيه للسمك في البحر ما هو الا مجرم، أليس هذا كافيا للتشكيك في كل الروايات بما فيها الهولوكست؟.

سنحتاج إلى محتوى عربي جديد يملأ الفضاء الإلكتروني يقدم الرواية الصحيحة، لتصحيح أكبر كذبة في تاريخ البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى