مقالات

على طريق الوعد

بلال حسن التل

لم يخامرني الشك للحظة في حتمية انتصار الحق في الصراع الدائر فوق تراب فلسطين، لأن مثل هذا الشك هو عدم يقين بالوعد الإلهي بحتمية هزيمة بني إسرائيل في فلسطين، فكل من يتأمل القرآن الكريم سيجد تصوراً كاملاً لمراحل الصراع الدائر في فلسطين، ابتداء من هجرة اليهود من كل بقاع الأرض، وتجميعهم في فلسطين، وهو ما ذهب إليه مفسرون لقوله تعالى» وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إِسْرَءِيلَ اسْكُنُواْ الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْءَاخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا»، وقد تابع العالم كيف أن اليهود تدافعوا ومازالوا إلى فلسطين من كل بقاع الأرض. مما يؤكد ما ذهب إليه مفسرون لهذه الآية الكريمة، من اجتماعهم في فلسطين، وهذه هي الخطوة الأولى من التصور القرآني للصراع الدائر في فلسطين.

أما الخطوة الثانية من التصور القرآني للصراع، فيتمثل في قوله تعالى «لَا يُقَتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ»..

آية كريمة تصور تصويرا دقيقا لواقع العدو الاسرائيلي، واول ذلك الجدار الحاجز الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي على امتداد جزء من ما يزعم انها حدوده مع الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، فاذا أضفنا إلى ذلك كيف يحصن الصهاينة مستعمراتهم في فلسطين، وتأملنا فيها، وكيف أن جنود الاحتلال لا يقاتلون إلا مختبئين خلف جدر وأسلاك شائكة ومصفحات ودبابات، وكيف أنهم يعيشون في صراع حاد فيما بينهم، تأكدنا من دقة الوصف القرآني لليهود، الذي يجب أن يقودنا إلى الإيمان بحتمية تحقيق الوعد الالهي بتحرير فلسطين، وتاجها القدس، وجوهرته الأقصى، لقوله تعالى «فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة».

إن هذه الحقائق القرآنية تفرض علينا أن نأخذ بكل أسباب النصر، امتثالاً لقوله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ» وما بدا في غزة أمس مجرد نموذج صغير لأهمية الإعداد للمعركة الفاصلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى