
أخبار حياة – في خطوةٍ متسارعةٍ وغير مسبوقة، صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري من قرارات الإبعاد بحق المقدسيين، بهدف فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتفريغه من رموزه الدينية والوطنية، تمهيدًا لتمكين جماعات “الهيكل” من اقتحامه بحرية وأداء طقوسهم التلمودية فيه.
وبحسب معلومات موثوقة، فقد تجاوز عدد قرارات الإبعاد عن الأقصى حاجز المئة، إلى جانب أوامر غير مُعلنة، يُخشى أصحابها من الإفصاح عنها بسبب الضغوط الأمنية.
هذه السياسات تعكس تصعيدًا إسرائيليًا منظّمًا لفرض قيود خانقة على المقدسيين، وتكميم أفواه الأصوات المعارضة لانتهاكات الاحتلال.
ذرائع أمنية… واستهداف مباشر للرموز
تحت ذريعة “التحريض”، طالت قرارات الإبعاد أكثر من 25 شخصية مقدسية بارزة، بينهم نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات، وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، والخطيبان إسماعيل نواهضة ومحمد سليم، وذلك عقب دعائهم لغزة في خطبهم.
في السياق ذاته، تم إبعاد أكثر من 13 صحافيًا ومصورًا خلال الفترة الأخيرة، في محاولة لإسكات التغطية الإعلامية للانتهاكات داخل الأقصى وفي محيطه.
قبضة حديدية… وتفريغ مُمنهج
تعيين ضابط جديد في شرطة الاحتلال للإشراف على المسجد الأقصى جاء ضمن توجه إسرائيلي لاعتماد سياسة “القبضة الحديدية”، بحسب مراقبين، في ظل تصاعد الاستهداف اليومي للمرابطين والعاملين في الأوقاف.
ناصر الهدمي، رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، والمُبعَد بدوره عن المسجد منذ فبراير الماضي، أكّد أن هذه السياسات تهدف إلى ردع المقدسيين وزرع الخوف بينهم، وصولًا إلى إفراغ القدس من عمقها الإسلامي.
وقال الهدمي في تصريح صحفي: “الاحتلال يُمهّد بعقوبة الإبعاد لإجراءات أكثر قسوة، تشمل الإبعاد الكامل عن المدينة وملاحقة أسر المبعدين لدفعهم للرحيل، في سياق تهجير قسري ناعم”.
حواجز.. وقرارات فورية
بدوره، أشار فراس الدبس، مدير دائرة الإعلام في الأوقاف الإسلامية، إلى خطورة هذه السياسة التي لا تستهدف الأفراد فقط، بل تحاصر مدينة القدس بحواجز عسكرية تمنع آلاف المصلين من الوصول إلى الأقصى، وتمنح شرطة الاحتلال صلاحية إصدار وتنفيذ أوامر إبعاد فورية، دون قرارات قضائية.
وأوضح أن هذه الأوامر تُجرّم أي محاولة لدخول المسجد بعد صدورها، ويُعرض المخالفون للاعتقال الإداري.
مخططات تهويد تُنفّذ بهدوء
فخري أبو دياب، عضو رابطة أمناء الأقصى، قال إن الاحتلال ينفذ “عسكرة منظمة للمدينة”، وسط تحوّل قرارات الإبعاد إلى أداة مركزية في مخطط تفريغ المسجد من روّاده وأهله.
وحذر بأن الأيام القادمة ستشهد ارتفاعًا في عدد المبعدين ليصل إلى المئات.
وتابع: “لا تكاد توجد عائلة مقدسية إلا وقد تعرض أحد أفرادها للإبعاد، فيما تنشط جماعات الهيكل ومنظمات المعبد في تنفيذ خطوات تهويدية مدروسة، مستغلة غياب الاهتمام الإعلامي العربي والدولي، وانشغال العالم بتداعيات الحرب على غزة”.
نحو التقسيم الزماني والمكاني
كل المؤشرات، وفق مراقبين، تدل على أن الاحتلال يسعى لفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، كمرحلة انتقالية لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
ويتم ذلك تحت غطاء الأعياد اليهودية، التي تُستخدم كذريعة لتكثيف الاقتحامات، في ظل تراجع الموقف العربي الرسمي والميداني.
اكتشاف المزيد من أخبار حياة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.