منصات التواصل تروج لعلاجات وهمية لاضطرابات التوحد

أخبار حياة – حذَّر مختصون من انتشار «الادعاءات المضللة» حول وجود علاجات سحرية أو نهائية لاضطراب طيف التوحد، مؤكداً أن الترويج لذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي «وهم» يستهدف مشاعر الأهالي، ويستغل الجوانب النفسية والعاطفية لديهم لتقديم حلول زائفة مقابل مبالغ مالية باهظة، دون أي سند علمي أو طبي معتمد.
وأوضح هؤلاءئ بمناسبة شهر التوعية باضطراب التوحد، أن تلك الادعاءات تتنوع بين وصفات عشبية، وعلاجات دوائية غير مرخصة، وجلسات طاقة أو إزالة سموم، بل تصل أحياناً إلى الترويج لنظريات تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب مالية دون أدنى اعتبار لحالة الطفل أو أسرته. والأسوأ من ذلك، أن بعض الأسر تؤجل التدخل العلاجي الصحيح بسبب تلك الإعلانات، ما ينعكس سلباً على تطور الطفل.
وقالوا إن نقص الكوادر المتخصصة، وصعوبة ضمان استدامة التمويل للبرامج المكثفة، إضافة إلى تحديات التشخيص المبكر في بعض الحالات، تُعدّ من أبرز المعوقات الحالية، مشيرين إلى حاجة بعض أولياء الأمور إلى دعم نفسي ومالي لمساعدتهم على التعامل مع التشخيص، ما يبرز أهمية الدعم المجتمعي ومجموعات المساندة.
وأفادوا أن عدد المستفيدين من خدمات المركز يصل إلى 150 طفلاً في النظامين المدرسي والعيادي، من بينهم 60 طفلاً مواطناً، مع تسجيل زيادة مستمرة في أعداد المستفيدين خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع مستوى الوعي باضطراب طيف التوحد وتطوير جودة الخدمات المقدمة.
حملات توعية
وتحدثوا عن جهود المركز في التصدي لهذه الظاهرة عبر تنظيم حملات توعية موجهة لتثقيف المجتمع حول طبيعة اضطراب طيف التوحد وطرق التدخل المبنية على الأدلة العلمية، إلى جانب تقديم ورش عمل ومحاضرات دورية للأهالي لتعريفهم بالأساليب المعتمدة دولياً، وتوعيتهم بمخاطر الممارسات غير الموثوقة. كما أوضحوا أهمية التعاون مع الجهات الإعلامية والرقابية لتفنيد الشائعات والمعلومات المضللة والمشاركة في بناء سياسات تنظيمية تحظر الإعلانات الزائفة التي تستغل قضايا أصحاب الهمم.
وشددوا على أن التوحد ليس مرضاً يحتاج «علاجاً»، بل هو اضطراب نمائي عصبي يتطلب فهماً وتقبلاً وتدخلاً تخصصياً مبكراً، يرتكز على خطط فردية مصممة بحسب احتياجات كل طفل وبمشاركة فعالة من الأسرة، مشيرين إلى أن نقص الفهم العميق لطبيعة التوحد يؤدي أحياناً إلى تهميش غير مقصود أو إصدار أحكام خاطئة.
مرجع عالمي
وتطرقوا إلى مساعي المركز الرامية إلى جعله مرجعاً عالمياً في تقديم خدمات شاملة ومبتكرة للأفراد من ذوي التوحد وأسرهم، انطلاقاً من استراتيجيات دقيقة يضعها مجلس الإدارة ترتكز على الجودة والاستدامة، بهدف تمكين هؤلاء الأفراد من خلال بيئة داعمة تضمن استقلاليتهم واندماجهم في المجتمع.
اكتشاف المزيد من أخبار حياة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.