ما هي تقديرات لي كوان يو الاقتصادية التي تحققت بعد 40 عاماً؟

أخبار حياة – في عام 1985، ألقى لي كوان يو، رئيس وزراء سنغافورة آنذاك، والذي يعد أبو الاقتصاد السنغافوري، كلمة أمام الكونغرس الأمريكي تناول فيها قضايا التجارة العالمية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة، تلك الكلمة كانت بمثابة قراءة في الطالع ونبوءة عمرها 40 عاماً، وكأنها تتحدث عن المشهد الاقتصادي العالمي اليوم ويتحقق منها كل ما حذر منه.

وفي معبر حديثه عن فرض الرسوم والجمارك عالمياً وتأثير ذلك على الاقتصاد، قال كوان: «الحل دائماً يكمن في زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول، ذلك هو سبيل علاج البطالة والكساد.. الحل في الزيادة وليس في التقليل»، محذراً خلال كلمته من خطورة فرض الرسوم والجمارك، لما في ذلك تأثير على الشركات وعلى الاستثمار في العموم، ذلك التأثير الذي يدفع ثمنه المواطن بارتفاع معدلات البطالة وتضطر شركات لإعلان إفلاسها أو تسريح عامليها.

لي كوان يو كان معروفًا بآرائه الصريحة حول أهمية الانفتاح التجاري والسياسات الاقتصادية الفعّالة، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، وما حذر منه كوان منذ 40 عاماً، يتكرر ويحدث في الشأن العالمي بعد حرب الرسوم الجمركية المتبادلة، التي أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتورط فيها العالم بأثره.

في مذكراته “قصة سنغافورة”، أشار لي كوان يو إلى أنه بعد استقلال سنغافورة عام 1965، واجهت البلاد تحديات اقتصادية كبيرة، مما دفعه إلى التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير البنية التحتية والتعليم، بهدف تحويل سنغافورة إلى مركز تجاري ومالي عالمي.

من خلال هذه السياسات، استطاعت سنغافورة تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، مما جعل تجربة لي كوان يو مصدر إلهام للعديد من الدول النامية.

وقال كوان في كلمته التاريخية بالكونغرس الأمريكي إن فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية على السلع سلاح سيجرح مرتين، مضيفاً: «سيجرح الدول المفروض عليها الرسوم، وسيرتد على الفارض، بارتفاع في أسعار السلع وفي تقليل عام للتبادل التجاري، سيؤدي في النهاية لتأثر الطرفين الفارض والمفروض»، معتبراً أن تحرير التجارة الدولية هو أساس التقدم والازدهار.

فهل قرأ رئيس وزراء سنغافورة السابق المستقبل وتنبأ بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم الآن، بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع المستوردة من جميع أنحاء العالم، تلك القرارات التي أدت لرد الدول بفرض رسوم مماثلة، مما تسبب في حالة فوضى اقتصادية عالمية قد تهدد بكساد عظيم؟