
أخبار حياة – في لحظةٍ من الفقدان الذي لا يُحتمل، وقف الأب إبراهيم أبو مهادي، صامدًا كالجبال، يُؤدي صلاة الجنازة على جثامين أبنائه الستة الذين سقطوا شهداء في غارة إسرائيلية غادرة.
كانت لحظات مليئة بالصبر الذي لا يُصدَّق، يرفع يديه في الدعاء لهم، وهو يواجه أكبر مصابٍ في حياته، كيف لا وهو يودع فلذات أكباده الذين كانوا في عمر الزهور، ساعين لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، إلا أن إرادة الله كانت أقوى، فقد اختارهم شهداء.
غارة إسرائيلية تطيح بالأحلام
في جريمة حرب جديدة، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية في منطقة دير البلح، أسفرت الغارة عن استشهاد ستة من أبناء عائلة “أبو مهادي”، إضافة إلى الشاب عبد الله الهباش، في لحظة واحدة.
هذه الجريمة النكراء خلفت وراءها ألمًا عميقًا وحزنًا شديدًا في قلوب أسرهم وأصدقائهم وكل من عرفهم.
والشهداء، هم: أحمد، محمود، محمد، مصطفى، وزكي، وعبد الله، كانت أحلامهم جميعًا تتشابك مع حلم أكبر وهو بناء وطنهم والمساهمة في تحريره، لكنهم جميعًا رحلوا في لحظةٍ واحدة، تاركين وراءهم أملًا لم يتحقق.
أبٌ يواجه المصاب بصبر لا مثيل له
وفي حديث مؤثر مع الأب إبراهيم أبو مهادي، الذي بدا صابرًا في لحظة لا يمكن وصفها بالكلمات، تحدث عن الألم الكبير الذي يشعر به جراء فقدان أبنائه.
قال الأب، والحزن يعصر قلبه: “لقد فقدت أعز ما أملك في هذه الحياة، هؤلاء الشباب كانوا أملي وطموحي، كانوا يسعون لبناء وطنهم وتحقيق حلمهم في حياة أفضل، لكننا نعلم جميعًا أن هذه هي إرادة الله، ورغم المصاب الجلل، أؤمن أن هؤلاء الشهداء في مكان أفضل الآن، في الجنة، وأن دماءهم ستكون حافزًا لمواصلة النضال في سبيل وطننا”.
وواصل الأب، الذي على صبره على ألمه: “الغارة الإسرائيلية كانت غدرًا بغير رحمة، استهدفت سيارة مدنية لا تحمل أي تهديد، ومع ذلك استشهد أبنائي الستة، لكن رغم كل شيء، قلوبنا مليئة بالفخر لأنهم ماتوا شهداء. وهذه هي أكبر وسام على صدورهم”.
وهو يحمل جثامين أبنائه لأداء صلاة الجنازة، كانت لحظاتٌ مليئة بالصبر غير الطبيعي. لم يسمح إبراهيم للحزن أن يسيطر عليه رغم أن قلبه كان يكاد ينفطر، كان يعلم أن أبناءه قدموا حياتهم فداءً للوطن الذي أحبوه وضحوا من أجله.
الأم: “فخورون بهم رغم الألم”
أما الأم، التي بدت ملامح وجهها تنطق بالحزن والألم، فقد تحدثت بصوتٍ متقطع قائلة: “كنت دائمًا أراهم يعبرون عن حبهم للوطن من خلال أعمالهم الطيبة، وكان لديهم طموحات كبيرة. فقدوا حياتهم بسبب عدوان الاحتلال، ولكنني فخورة بهم لأنهم استشهدوا من أجل قضية مقدسة. رغم الحزن الذي يدميني، فإنني فخورة بهم لأنهم استشهدوا في سبيل الله وفي سبيل الوطن”.
وأضافت الأم، وهي تجمع شتات قلبها: “لقد كانوا دائمًا يدافعون عن وطنهم وأرضهم، ولم يتراجعوا عن أي مسؤولية تجاه المجتمع. أود أن أقول لكل فلسطيني: هؤلاء الشهداء ليسوا فقط أبنائي، بل هم أبناء الوطن جميعًا. سيظل إرثهم حيًا في قلوبنا، وسنواصل حمل راية النضال التي رفعوها”.
المجتمع الفلسطيني يشيع الأبطال
وفي جنازة مهيبة، تم تشييع جثامين الشهداء الذين ارتقوا في الغارة الإسرائيلية، الحضور في الجنازة كانوا يحملون شعورًا مزدوجًا من الحزن والفخر. على الرغم من الألم الذي يعتصر القلوب، كانت الرسالة واضحة: الشهداء قدموا حياتهم فداءً للوطن، ولن تُنسى تضحياتهم، الأب إبراهيم، وهو يشارك في صلاة الجنازة، أظهر صمودًا غير طبيعي وهو يرفع يديه في دعاء لأبنائه بأن يرزقهم الله أعلى درجات الجنة.
ورغم الخسارة الفادحة، كانت الكلمات التي خرجت من قلبه مليئة بالقوة والصبر، وهو يؤكد أن “الاحتلال لن يكسرنا، والأمل لن يموت في قلوبنا”.
اكتشاف المزيد من أخبار حياة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.