الرئيسيةصورة وخبر

هذا آخر ما صنعته سماح أبو عمشه قبل المجزرة

أخبار حياة – لم تكتمل فرحة عائلة “سماح أبو عمشة” في صناعة الكعك والمعمول؛ فما أن وصلت عقارب الساعة إلى التاسعة والنصف صباحا حتى انقلبت الحياة رأسا على عقب ليس في منزل سماح فحسب، بل في جميع محافظات قطاع غزة عندما أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صواريخ قاتلة دمرت مربعا سكنيا كاملا في شارع الهواشي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

أدى الاستهداف الإسرائيلي لتدمير (8  عمارات سكنية) فوق رؤوس ساكنيها المقدر عددهم بالمئات غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ووفقا لإحصائية نشرتها وزارة الصحة فقد استشهد نحو 40 مواطنا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح مختلفة فيما تبقى العشرات تحت الأنقاض.

ويروي المختار محمد أبو الكاس (80 عاما) والد الشهيدة سماح أبو عمشة تفاصيل مروعة عن المجزرة الدامية التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشجاعية قائلا: “ما حدث ليس قصفا عاديا بل زلزالا مدويا، غير جغرافيا المنطقة بالكامل”.

ينظر المسن أبو الكاس بعينيه الدامعتين إلى المكان المدمر محاولا تحديد معالم العمارة التي تعيش فيه ابنته سماح مع زوجها وبناتها، وبصعوبة بالغة وصل للموقع ليتفاجأ بأشلاء النساء والأطفال، لم يتمكن من السير فوق الركام فعاد ليجلس على الأرض.

في تلك اللحظة استخدم أبو الكاس صوته ليصرخ بأعلى صوته على أبنائه وأحفاده: “أين سماح وأبنائها؟ أين مراد وخضر؟ أين أبناء رسمية وروان؟”، مرت دقائق وساعات وأيام على المجزرة ولم يتمكن من توديع معظم أبنائه وأحفاده.

“استخدم الشباب -الشاكوش والطورية والكريك- أدوات بدائية لإزالة الركام وانقاذ الناس، لو هناك أدوات ثقيلة لأنقذوا الكثير من الأرواح” وفقا لما تحدث به المسن أبو الكاس لمراسل “شمس نيوز”.

وبعد مرور ساعات على المجزرة كان المسن أبو الكاس يجلس في ساحة مستشفى الأهلى العربي “المعمداني” واضعا يده على رأسه في حالة يرثى لها: “اتعبت من البحث على أبنائي وأحفادي والمكان أصبح خطيرا جدا لا نستطيع انتشال أحد”.

في تلك اللحظة عاد المسن أبو الكاس بشريط ذاكرته قبل المجزرة المؤلمة قائلا: “كانت ابنتي سماح وبناتها يصنعن الكعك والمعمول وابلغتني بذلك حيث وصل اليها ثلاثة كيلو عجوة وسميد من أهل الخير، ونظرا لغلاء أسعار الحلويات وفقدان البسكويت والشوكولاته من الأسواق قررت سماح تعويض ذلك بصناعة الكعك والمعمول”.

لم تكتمل فرحة سماح بصناعة الكعك والمعمول كثيرا إذ استهدف الاحتلال المنطقة ببراميل متفجرة حولت المكان لكومة من الركام لتقتل فرحة الأطفال والنساء.

فجأة يصدح صوت من بعيد “يا سيدي يا سيدي هي أعمامي انتشلوا جثمان عمي خضر و5 أطفال كلهم كانوا في غرفة المطبخ تحت الركام”، فورًا ردد المسن أبو الكاس كلمات الحمد والثناء لله عز وجل.

فرغم المصاب الجلل باستشهاد بناته وأزواجهن وأحفاده؛ إلا أن المسن أبو الكاس تقبل نبأ استشهادهم قائلا: “الحمد لله هذا قضاء الله وقدره، لا اعتراض على حكمه”، موجها رسالة للعالم أجمع “مهما ارتكب الاحتلال من مجازر بحق شعبنا ونفذ مخططات التهجير فلن نرحل ولن نتنازل عن شبر من أرض فلسطين”.


اكتشاف المزيد من أخبار حياة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة