
أخبار حياة – قال الخبير الاقتصادي محمد البشير إن الأردن، كجزء من العالم، يتأثر بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية متبادلة على الدول.
وأضاف في حديثه لنشرة أخبار حياة اف ام اليوم، أن هذا القرار يشكل انتقاصًا من دور الأردن التجاري، مما يجعله ثانويا في خدمة الاقتصاد الأمريكي.
وأشار إلى أن الأردن سبق أن خفض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، مؤكدًا ضرورة أن تعمل الحكومة على خفض كلفة الإنتاج المحلي، لتمكين المنتج الأردني من تجنب التأثيرات السلبية لهذا القرار على الصادرات.
وأوضح أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد الأردني تكمن في ارتفاع كلفة الإنتاج، إضافة إلى طبيعة هيكل الاقتصاد الوطني.
وقال: “إذا تمكنت الحكومة من معالجة هذه القضايا عبر إعادة النظر في ضريبة الدخل بدلاً من ضريبة المبيعات، وتقديم تسهيلات مرنة للصادرات، وإزالة العوائق التي تحدّ من القدرة على المنافسة، فسيكون بالإمكان مواجهة هذا الارتفاع الجمركي”.
وفي المقابل، يمكن للأردن فرض رسوم جمركية أعلى على المنتجات الأمريكية المستوردة، والتي تساوي قيمتها تقريبًا نصف قيمة الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة، وفقًا للبشير.
وأكد أن قطاع الملابس يعد من أكثر القطاعات تأثرا بقرار ترامب، يليه قطاع المنتجات الصيدلانية، ثم الأسمدة.
أما بالنسبة للسلع التي يصدرها الأردن، مثل المواد الغذائية والتمور، فهي تحظى بأسواق ومكانة جيدة، لكنها ستتأثر بشكل كبير بهذه الزيادة الجمركية.
وأشار البشير إلى أن هذا القرار له سابقة تاريخية في الولايات المتحدة، حيث قام الرئيس الأمريكي الخامس والعشرون، الذي حكم بين عامي 1897 و1901، برفع الرسوم الجمركية على التجارة العالمية، لكنه اضطر إلى التراجع عنه بعد عامين بسبب المعارضة الدولية.
وأكد أن قرار ترامب سيؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي نفسه قبل أن يضر بالدول الأخرى، وخصوصًا الصين وروسيا.
ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أمر تنفيذي يفرض بموجبه “رسوما جمركية متبادلة” على دول “في العالم أجمع”، تنفيذا لما توعد به باستمرار منذ حملته الانتخابية بهدف بدء “عصر ذهبي” للولايات المتحدة، غير أنها قد تتسبب بانهيار الاقتصاد العالمي.
وفي ما وصفه بـ”يوم التحرير”، قال ترامب في خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض “سأوقّع في غضون بضع دقائق أمرا تنفيذيا تاريخيا يفرض رسوما جمركية متبادلة على (الواردات من) دول العالم”.