أخبار حياة – أكد النائب السابق، الدكتور هايل ودعان الدعجة، أن الفترة التي خاضتها الأحزاب والتي جرت فيها الانتخابات الأخيرة لم تكن كافية لممارسة العمل الحزبي أو حتى جزء بسيط من هذه التجربة، لافتاً إلى أن ذلك كان واضحاً بمجرد إعلان نتائج الانتخابات.
وأضاف في حديث لبرنامج استديو التحليل، أن الأحزاب كانت تُسمع قبل الانتخابات لكنها اختفت تقريباً بعد انتهائها، خاصة الأحزاب التي تم تجميعها لأغراض انتخابية.
وقال: “لم أر أحزاباً بالمعنى السياسي للحزب بل كنت أرى جماعات اجتمعت على مصالح معينة وأسست أحزاباً هدفها الأساسي كان الوصول إلى مقاعد البرلمان”.
وأشار إلى أن التجربة الحزبية في الأردن لا يمكن وصفها بالفشل لكن الفترة الزمنية لعبت دورًا كبيرًا في ذلك، خاصة أن الغالبية التي تحكمت في البرلمان كانت في السابق لا تؤمن بالأحزاب، معتبرة إياها أمراً محرماً لكنها فجأة باتت تدافع عن الحياة الحزبية، وهو ما وصفه بالمفاجئ.
وأضاف أن بعض الأحزاب كانت مجرد وسيلة للوصول إلى البرلمان، وليست كيانات سياسية حقيقية، مشددًا على أن غياب البرامج الحزبية يشكل تحديًا كبيرًا، حيث لا يمكن بناء حياة حزبية قوية دون برامج واضحة تُفضي إلى تشكيل حكومات حزبية.
وأشار إلى أن بعض الأحزاب التي فشلت لم تتمكن حتى من إيصال نائب واحد إلى البرلمان، فيما تمكنت بعض الكتل الحزبية من دخول المجلس عبر القوائم المحلية وليس عبر القوائم الحزبية.
وأكد أن بعض الأحزاب عوضت فشلها في القوائم الحزبية بالاعتماد على العلاقات الشخصية، حيث كان من المفترض أن يكون هناك 141 نائبًا حزبيًا وفقًا للقوائم الحزبية، لكن الواقع يشير إلى أن 104 نواب فقط يُقال إنهم حزبيون، بينما فاز البقية عبر الكتل المحلية.
وأضاف الدعجة أن على الأحزاب أن تقتنع بأن المواطن الأردني لديه قضايا ومطالب يجب أن تُعكس في برامجها الحزبية، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه القضايا محور اهتمام الأحزاب حتى يتم انتخاب الأشخاص بناءً على برامجهم وليس على اعتبارات شخصية.
وأشار إلى تصريح سابق لدولة السيد سمير الرفاعي، رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، الذي انتقد فيه ترشح بعض الأحزاب دون أي برامج واضحة، معتبرًا أن التحدي الأكبر أمام الأحزاب اليوم هو إثبات جديتها وطرح برامج تلبي تطلعات المواطن الأردني.
